الدكتور علي حمّود: كورونا بين الديماغوجية والديمقراطية الأنيقة
الكاتبة إسراء أبوطعام
أكد الباحث في العلاقات الدوليّة والإقتصادية الدكتور علي حمّود أن اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إصابته بفيروس كورونا وزوجته لم يكن ورقة رابحة بل وضعه في مأزق حقيقي حيث سيتم اتهامه بالإهمال كونه المسبب الرئيسي لفيروس كورونا هذا إذا كان على بينة من أمره منذ شهر شباط بهذا الفيروس وخطورته وكان بإمكانه تدارك الأمر والحد من تفشّيه، ولكن بسبب إهماله أوصل البلاد الى هذه الحالة المزرية وتسبب بوفاة أعداد كبيرة من المواطنين وإصابة أعداد أكثر، وأتى بالمرض لنفسه، وعليه أصبح ترامب رمزاً للفشل في مكافحة فيروس كورونا .
كلام الدكتور حمّود جاء خلال لقاءٍ له في برنامج المدار الذي تناول آخر تطورات الإنتخابات الأميركية اليوم. وأشار الدكتور علي أنَّ الشعوب لطالما ربطت السياسة بالإقتصاد، ولكن اليوم وفي ظل تخبطنا مع جائحة كورونا لا يمكننا عزل تأثيرها على السياسة والإقتصاد الأمريكي، وهذا ما بدا واضحاً بالمناظرة الرئاسية الأمريكية التي ستوجه البلاد نحو مسار جديد في السياسة.
ومن جهته رأى الدكتور علي ان الصراع على الحكم في أميركا قائم بين مدرستين، الأولى تخص ترامب والمبنية على الديماغوجية والتي تعني استثارة عواطف المواطنين الأمريكيين من الطبقتين المتوسطة والفقيرة واللعب بأحاسيسهم بهدف كسب تعضيدهم ونصرتهم، والثانية ل “جو بايدن” التقليدية الأنيقة، والصراع بين هاتين المدرستين سيكون له تأثير كبير على مستقبل اميركا السياسي وسيغير مساره داخلياً وخارجياً، وعليه ستكون البلاد أمام فوضى خلاَّقة ولكن ليست كالتي حصلت في الشرق الأوسط عام ١٩٨٩ بل فوضى خلاَّقة في أمريكا.
واعتبر الدكتور حمّود أن المناظرة الأمريكية القائمة اليوم مختلفة عن سابقاتها، وخاصة انها حدثت في ظل تفشي وباء كورونا، الأمر الذي حال دون الحضور المباشر للعديد من الناس لهذه المناظرة لأنهم ملتزمون بالإجراءات الوقائية، ولكن بالمقابل ارتفعت نسبة المشاهدة بشكل كبير بعد نقلها تلفزيونياً، بالإضافة الى مناقشتها مواضيع هامة جداً منها الإنتخابات وتطورات الوباء.
وعن استغلال ترامب لفيروس كورونا في ظل الإنتخابات الأمريكية، اعتبر حمّود ان استهتار ترامب بالوباء وضعه وشعبه في خطر صحي كبير ، خاصةً بعد تنقله بين الناس وهو مصاب بالوباء وعدم اكتراثه لأمر العدوى او الضرر الذي سيلحقه بالشعب. ليس هذا فحسب، بل وأكد أن ترامب في مواجهة كبيرة مع جو بايدن، فـ “بايدن” ليس بالمنافس السهل، والحظوظ غير متوفرة لترامب، وسواء ان انتهت الإنتخابات بفوز ترامب او خسارته، فأميركا مقبلة على تعقيدات عديدة ستغير مسارها على كافة الأصعدة.
ولفت الدكتور علي إلى أنَّ المصير النهائي للإنتخابات الأمريكية محكومٌ بعنصرين إثنين: الأول هو الـ١١ بالمئة من الناخبين الأمريكيين الذين يصنفون من الفئة التي لم تحسم قرارها بعد، والثاني هو الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان، فلوريدا، بنسلفانيا وغيرها.
وفي الختام، أكد الدكتور علي حمود أنَّ اميركا هي بلاد المعجزات ولا يمكننا ان نتوقع ما يمكن أن يحدث، مشيراً الى أنَّ نظام الحكم فيها قائم على المؤسسات وليس على الأشخاص كباقي البلدان.