أخبار عالميةالرئيسية

الذكاء الاصطناعي يهدد قطاع التكنولوجيا في الهند.. آلاف الموظفين في مهب الريح

في تحول مثير للقلق، بدأ قطاع التكنولوجيا في الهند، أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، يشهد موجة تسريحات واسعة، وسط تساؤلات متزايدة حول دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل مستقبل الوظائف.

 

شركة “تاتا كونسلتنسي سيرفيسز”، أكبر جهة توظيف خاصة في البلاد، أعلنت عن تسريح أكثر من 12 ألف موظف، معظمهم من الإدارة الوسطى والعليا، في أكبر عملية تقليص للوظائف بتاريخها. ورغم أن الشركة أرجعت القرار إلى “ضعف فرص التوظيف وتفاوت المهارات”، إلا أن كثيرين يرون أن الذكاء الاصطناعي بدأ يفرض واقعاً جديداً على القطاع. توظف “تاتا” أكثر من نصف مليون شخص، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”.

 

لطالما اعتمدت شركات التكنولوجيا الهندية على وفرة العمالة الماهرة منخفضة التكلفة لتقديم خدمات البرمجيات، لكن هذا النموذج يواجه الآن ضغوطاً متزايدة مع دخول الذكاء الاصطناعي بقوة، خاصة في المهام الروتينية التي باتت قابلة للأتمتة.الهند تخرّج أكثر من 1.5 مليون مهندس سنوياً، ما يجعل أي تباطؤ في القطاع التقني ذو تأثير واسع على الاقتصاد، خصوصاً أن القطاع ساهم بنسبة 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2023.

 

تحديات التوظيف.. والبطالة ترتفع

وصفت الخبيرة الاقتصادية في نومورا، سونال فارما، تبني الذكاء الاصطناعي بأنه “تحدٍ كبير للهند”، مشيرة إلى أن الوظائف المبتدئة تتلاشى، بينما تتغير طبيعة الوظائف المتوسطة.

 

الهند بحاجة إلى خلق 8 ملايين وظيفة سنوياً، في وقت ارتفع فيه معدل البطالة في المدن إلى 7.1% في يونيو، بينما بلغت بطالة الشباب في الفئة العمرية 15-29 عاماً نحو 19%.

 

هل تستطيع الهند التكيف؟

يحذر الخبراء من أن عدم التكيف مع التحول الرقمي قد يؤدي إلى خسائر وظيفية، وتراجع في صادرات الخدمات، وانخفاض في الاستهلاك الحضري، ما قد يُدخل البلاد في “فخ الدخل المتوسط”.

 

وبحسب تقرير مشترك بين “منظمة غوغل” و”البنك الآسيوي للتنمية” كشف أن واحداً من كل 5 شباب في الهند شارك في برامج تدريب على الذكاء الاصطناعي.

 

بدأت الحكومة بالفعل برنامج تدريب داخلي لتزويد الشباب بخبرة عملية، لكن الخبراء يرون أن الهند بحاجة إلى التحول نحو الخدمات ذات القيمة المضافة والابتكار، بدلاً من التركيز على الأعمال الروتينية منخفضة المهارة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى